هؤلاء الذين يحبهم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تسليماً كثيراً يا رب العالمين ... ثم أما بــــــــــــعد

حبيباتى الغاليات من منا لا تريد . لالالا بل تتمنى أن يحبها الله عزو وجل . إذا أردتى ذلك أختاه فإليكى السبيل إلى ذلك : إن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده الذين هم :

1- التوابين

قال تعالى: { فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [المائدة: 39]. وقال سبحانه: { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 54]. وقال تعالى: { إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا } [الفرقان: 70]، وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه » [رواه مسلم] . ويجب أن تكون التوبة قبل إنتهاء وقتها أي قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل حضور الأجل. وإذا كانت التوبة بسبب معصية متعلقة بالعباد كإغتصاب الأموال مثلاً أو غيره فيجب إعادة الحقوق إلى أصحابها وإن كانت المعصية غيبة أو نميمة أو ما شابه ذلك فيجب الإستبراء منهم والدعاء لهم بظهر الغيب وذكر محاسنهم في المجالس التي ذكروا فيها بسوء. ودليل محبة الله سبحانه وتعالى للتوابين قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: 222].

2- المتبعون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم

روى أنس- رضي الله عنه- أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عملهم في السر ؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء وقال بعضهم: لا آكل اللحم وقال بعضهم: لا أنام على فراش . فحمد الله وأثنى عليه وقال: « ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني » [رواه مسلم]، ودليل محبة الله تبارك وتعالى لمن يتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [آل عمران: 31].

3- المقسطون

وهؤلاء هم العادلون في جميع شئونهم وأحوالهم مع أنفسهم ومع غيرهم ودليل محبة الله تعالى لهم قوله تعالى: { لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة: 8].

4- المحسنون

وهؤلاء هم الذين ينفقون على أنفسهم وعلى غيرهم ولا يبتغون إلا ما عند الله من الأجر والثواب كما إنهم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى . ودليل محبة الله تبارك وتعالى لهم قوله تعالى: { وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

5- المحبون للقاء الله تعالى

فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وهذا لا يقصد به تمني الموت وإنما يقصد به أن الإنسان المؤمن إذا حانت منيته وقرب أجله وبدأ يحتضر ففي هذه اللحظة تبشره الملائكة برضوان الله عليه فيحب لقاء الله تبارك وتعالى ويحب الله لقاءه، وأما الإنسان الكافر أعاذنا الله إذا أحتضر فإنه يبشر بغضب الله فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه ، ودليل ذلك ما رواه عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه »، و قالت السيدة عائشة أو بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم : " إنا لنكره الموت"، فقال عليه أفضل الصلوات وأجل تسليم : « ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه » [رواه البخاري].

6- المتقربون إلى الله بنوافل العبادات والمكثرون من ذكره

عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة » [رواه البخاري]، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى يكون بنوافل العبادات من صلاة وصيام وصدقة والإكثار من ذكر الله بالتحميد والتسبيح والإستغفار. فإن أفضل ما نعمر به الأوقات ونشغل به القلوب والجوارح هو ذكر الله تبارك وتعالى في كل وقت وحين . فالذاكرون يذكرهم الله حيث يقول سبحانه وتعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [البقرة: 152].

7- طالب العلم الشرعي

إن الله تعالى إذا رضي على العبد وأحبه سهل له طريق طلب العلم ، وقد روي عن معاوية رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين » [رواه البخاري] .

8- المتحابون في الله

إن المتحابون في جلال الله يناديهم ربهم يوم القيامة وهو أعلم بهم ويحل عليهم رضوانه وفضله وجوده وكرمه فيظلهم فى ظله يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى ، ولقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله يقول يقوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي » [رواه مسلم].

9- المكثرون من الطهارة والمتجملون لله

إن الطهارة هي إزالة النجاسة من البدن والملابس وأماكن العبادة والله سبحانه وتعالى يحب من عباده المتطهرين لقوله تعالى: { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة: 108].

10- صاحب السواك والمستاكون

والسواك هو سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكان إذا إستيقظ من النوم بدأ بالسواك وإذا دخل المنزل بدأ بالسواك ، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « السواك مطهرة للفم مرضاة للرب » [رواه النسائي وصححه الألباني].

اللهم ارزقنا حبـــــك ، وحب من يحبــــك ، وحب عمل يقربنا إلى حبـــــك

**********************************

رب كم من نعمة أنعمتها على قل لك عندها شكري

وكم من بلية إبتليتنى بها قل لك عندها صبرى

فيا من قل عند نعمته شكرى و لم يحرمنى

ويا من قل عند بليته صبرى فلم يخذلنى

ويا من رآنى على الخطايا فلم يفضحنى

لك الحمد

***********************************

بارك الله فيك وجزاك الجنه

» قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار
» قصة الثلاثة العظماء الذين أخرجهم الجوع
» الاخلاص والصداقه والحب والعشرة هؤلاء يبكون دما لا دموعا
» قدوتنا في هؤلاء
» وجوب عبادة الله وحده وبيان أسباب النصر على أعداء الله