الحبيب الصغير

موضوع: الحبيب الصغير الأحد أكتوبر 10, 2010 5:18 pm

+
----
-

بعد التعب في العمل وخاصة كثرة الجلوس أمام شاشة الحاسوب قام عبدون وتمشى قليلا في المكتب وفتح النافذة المطلة على الشارع ،في نفس اليوم الذي يصادف فيه دخول التلاميذ الى المدرسة من العطلة الصيفية ، رأى عبدون ذلك اليوم أناس كثر ،رجالا ونساء وأطفالا يمشون على أرصفة الطريق في كل الاتجاهات ،وسيارات وشاحنات مختلفة الألوان والأشكال تمر من هنا وهناك وعلى إحدى الجوانب ببضع مترات قليلة لفت انتباهه شاب وشابة ينظران لبعضهما البعض بشغف كبير ثم يضع يده اليمنى على خصرها وبعد ذلك على عنقها ووجهه يحاذي وجهها ، ثم هم بتقبيلها لكنها التفتت في اللحظة المناسبة حولها ،لترى عبدون يطل برأسه من النافدة فتبتعد قليلا للوراء، لينظر هو الآخر إلى النافدة لكنه لم يخجل بل تابع عمله بتقبيلها، فرفضت لكنه أخيرا قبلها على خذيها وغادر المكان مارا من تحت النافذة مطأطأ برأسه مزهوا بنفسه متبخترا في مشيته واضعا يديه في جيوبه وهو يعرف أن العيون ترمقه من الفوق ،وتابع عبدون النظر إليه لعله يلتفت ويخجل من فعلته لكنه لم يفعل، ضحك عبدون مع نفسه وقال انظر يا عبدون لقد كنت تخجل عندما تكلمك امرأة أخرى غير أمك واذا ما كلموك ووعدك احد بأنه سيزوجك ابنته عندما تكبر ،كنت تخجل وتحمر وجنتاك و قد تغادر المكان ،أنظر الى هذا الجيل يا عبدون وخف على أطفالك، انظر إليه بلباسه الأنيق وشعره المسرح على آخر الصيحات و صغر حجمه يذل على صغر سنه فقد لا يتعدى ثلاثة عشر أو أكثر بقليل.
وراحت الفتاة الصغيرة بعدما تركها حبيبها الصغير تنط فرحا وتمشي وتجيء ،فأقبلن إليها صحيباتها يهنئنها بالفوز ويسلمن عليها ويعانقنها بعدما ظللن تحت الشجر ينتظرن و يرمقن إليها وحبيبها الصغير .
ذهبن جميعا ،لكن عبدون تسمر في مكانه متلعثما من هذا القبح ،زمان العري والفساد وراح بمخيلته شاردا في أطفاله الصغار هل عندما يكبرون ، سيصبحون مثل هؤلاء الأطفال أم العكس ؟ وكيف السبيل لتحقيق العكس وتربيتهم تربية حسنة ،كيف التعامل معهم ليتبعوا السلوك الحسن .رباه ما هذا الزمان؟ الخوف أصبح يؤرقني وينغص حياتي فقدت الثقة في المدرسة، ،في التلفاز ،في المجلات والصحف و الإنترنت كل شيء أصبح يخيفني.

شكراً لك

» الدب الصغير
» منهاج المسلم الصغير لتعليم الصلاة و الآداب و الأذكار و العبادات بالصور
» يوم مع الحبيب المصطفى
» سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم
» هل رايت صورة الحبيب محمد(ص)